حالة شلل تامة في مدينتي لندن وباريس London Paris بسبب إضراب عمال النقل العام ومطالبات برفع الأجور
تثير تساؤلات الخبراء عن أوضاع حقوق الإنسان والمواطن الأوروبي خاصة في ظل ارتفاع الأسعار والتضخم وحالات الإضراب التي تعيشها العديد من المدن الأوروبية.
وتظهر مؤخراً حالة الإضراب للعاملين في النقل العام في باريس ولندن وبحث الركاب الحثيث عن بدائل ليتنقّلوا مع بدء عمال النقل العام إضراباً للمطالبة بزيادة الأجور.
تعيش أوروبا في أجواء من الاحتجاجات المتزايدة في مدنها والتي تضررت بشدة من ارتفاع أسعار الطاقة منذ الأزمة الروسية الأوكرانية.
ويطرح انتشار احتجاجات عمالية مشكلة للحكومات التي تنفق المليارات في محاولة للتخفيف من تأثير ارتفاع الأسعار، على الأقل بالنسبة إلى الفئات الأضعف.
ومن لندن قال نيكو هوغ البلغ من العمر 36 عاماً: “لقد تأثرت جداً بالإضراب. استخدمت سيارتي والقطار، والآن علي أن أركب الدراجة الهوائية”.
ويأتي التحرّك في بريطانيا الذي يقوده أعضاء نقابات السكك الحديد والملاحة والنقل واتحاد النقابات، بعد إضرابات هذا العام وسط نزاع طويل حول خفض الوظائف والمعاشات التقاعدية وظروف العمل.
وكان بعض الركاب متعاطفين مع قضيتهم، مثل بيما موناغان (28 عاماً)، وهي كاتبة تعمل أيضاً في مجال النشر في لندن التي قالت: “إنهم يدافعون عن ظروف عملهم وأجورهم، وهذا يكفي”.
لكنّ آخرين شكّكوا في أن يكون لهذا التحرك تأثير كبير في السياسيين.
وصرّح دانيال أوسي (26 عامًا) الذي يعمل في مجال الصحة العقلية للأطفال في منطقة فولهام اللندنية: “لديهم الكثير من الإضرابات. إنهم لا يؤثرون على الحكومة بقدر ما يؤثرون فينا”.
وفي فرنسا، يهدف الإضراب أيضاً إلى زيادة الضغط على الرئيس إيمانويل ماكرون قبل أن يقدم مشروع قانون مثير للجدل لإصلاح المعاشات التقاعدية إلى البرلمان، ترفع بموجبه سن التقاعد.
وقال فريدريك سوييّو، رئيس نقابة “فورس أوفريير” الفرنسية: “هذا (الاضراب) لإظهار أننا إذا أردنا التحرّك، نحن نعرف كيف نتحرّك”.
وأفادت شركة الإدارة المستقلة لشبكة النقل العام في باريس بأن آرإيه تي بي ستغلق كل خطوط المترو تقريباً أو ستعمل مع خدمة محدودة فقط في ساعة الذروة وأعلنت عن تأجيل كافة الرحلات.
وبدا أن الكثير من الركاب استجابوا لدعوة الشركة، إذ كان الازدحام الصباحي أقل فوضوية مما خشي كثر، فيما شهدت شبكة ممرات الدراجات الهوائية في المدينة موجة من راكبيها.
لكنّ خطَّي السكك الحديد الرئيسيين إيه وآر إي آر وبي اللذين يربطان وسط باريس بديزني لاند باريس ومطارَي شارل ديغول وأورلي، شهدا اضطرابات أكثر حدة.
وازدحمت العديد من قطارات المترو، مع تشغيل بعضها كل 15-20 دقيقة بدلًا من كل ثلاث دقائق كالعادة.
وقالت سيلفي (46 عاماً) بعد عدم تمكّنها من ركوب مترو على الخط رقم سبعة: إنها فوضى. وفي لندن، أفادت السلطات أيضا أن شبكة مترو الأنفاق معطلة بشدة وفي حالة شلل تام مع وجود خدمات محدودة أو منعدمة، ونصحت الناس بتجنب محاولة استخدام الشبكة.